.--------------------------------------------------------------------------------
لا شك أن ليونيل ميسي جوهرة برشلونة هو أفضل لاعب في العالم و إذا كانت معايير الفيفا جعلت الكرة الذهبية تحط رحالها لعام 2008 في الأولدترافورد معانقة كريستانو رونالدو فإن معايير الإبداع و الإمتاع و الموهبة الفطرية و تصويت الجماهير العالمية تغير اتجاه الكرة الذهبية إلى إسبانيا و بالتحديد إلى كاتلونيا و بالتحديد أكثر إلى الكامب نيو حيث يتألق محبوبها المبدع ليونيل ميسي و و الذي قرأ كتاب الفيفا و أعلنها بقدميه إذا كانت هذه معاييركم فهاكم الرد ( سحر في الأداء ...ثلاثون هدفاً جعلته حتى الآن وصيفاً للهداف في الثلاث بطولات الأبطال و الليغا و كأس الملك ... و لم يبق من أضلاع المثلث إلا ضلعه الثالث تحقيق البطولات ) .
وبرغم أهدافه و سحره هذا الموسم إلا أن البعض بدأ يقارن ميسي المتفرد بروبن تارة ( الذي برأيي يفتقد إلى الذكاء الكروي و الخيال الخصيب المبدع و لا يليق أن يقارن بملك المتعة و السحر فالشاعر يقول ألم ترى أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من الخشب ) و كريستانو رونالدو تارة أخرى ( الذى برأيي و برغم طريقته في اللعب إلا أنه يميل إلى الأداء المسرحي و الهزلي في كثير من الأوقات علماً بأن السير أليكس فيرجسون قد صقله كثيراً كثيراً) أقول أن البعض بدأ يقول أين محاورات ميسي المتكررة في كل مبارة ، أين ركضه بالكرة وللكرة ، أين رغبته الجامحة في اللعب ، أين التحامه مع الخصوم ، أين سرعته الجنونية لم نعد نراها كما كانت في الموسمين الماضيين .
أقول لكل هؤلاء ميسي تغير ...
ميسي ريكارد كان يبحث عن إثبات نفسه و تقديم مهاراته
أما ميسي بيب فأصبح مليء بصر العالم وسمعه شهرة
ميسي ريكارد كان يبحث عن المجد الشخصي
أما ميسي بيب فهو يبحث عن مجد الفريق
ميسي ريكارد كان لاعباً في فريق قلبه النابض رونالدينهو
أما ميسي بيب فهو قلب الفريق النابض
ميسي ريكارد كان يصرف جهده في الركض و المحاورة
أما ميسي بيب فهو يقنن لعبه (يعلم متى يركض و متى يستريح ، متى يسدد و متى يمرر )
ميسي ريكارد كانت التحاماته كثيره و قوته البدنية ضئيلة
أما ميسي بيب فقد قويت بنيته و قلت التحاماته
ولذلك
ميسي ريكارد كان يصاب كثيراً فنفقده في أحلك الظروف ( و كان رونالدينهو يعوض غيابه )
أما ميسي بيب فحتى هذه اللحظة لم يصب برغم تربص المدافعين به ونتمنى أن ينتهي الموسم دون إصابته ( فغيابه صدقاً لا يعوض )
ميسي ريكارد يركض ويحاور ويمتع ويبدع ويصاب
ميسي بيب يركض أقل ، يحاور أقل ، يمتع ويبدع ، ويسجل أهدافاً كثيرة
ميسي ريكارد له وظيفة محددة في يمين الملعب
ميسي بيب وظائفه تتعدد حتى في المبارة الواحدة
ميسي ريكارد لا يلعب إلا إذا وصلت الكرة قدمه
أما ميسي بيب فيلعب بدون كرة باحترافية بحيث يخلق مساحات كبيرة لإيتو و هنري و ألفيس ليتقدموا ويسجلوا
ميسي ريكارد يبالغ بالمحاورة بالكرة
ميسي بيب يعرف كيف يتصرف بكرته ( يراوغ وقت المراوغة ، يمرر وقت التمرير ،يسدد إذا كان السديد مناسباً ، ويلعب بلمسة واحدة متى كان ذلك ضرورياً )
وبالخلاصة
ميسي ريكارد رائع ..رائع ...رائع
وميسي بيب رائع ...رائع ...رائع ...رائع ...رائع
ميسي رايكارد كان مراهقاً كروياً
ميسي بيب أصبح ناضجاً كروياً
ومع تقديري و احترامي لرسام اللوحات الجميلة أينستا إلا أنني أعتقد أنه لم يفهم هذه المعادلة ولم يزل مراهقاً كروياً فهو يحاور في أوقات انتهت فيها المبارة وسلامته هي الأهم ولذلك خسره البرسا في مرتين أو ربما ثلاثة في هذا الموسم ولا يزال يبحث عن إنجاز و اعتراف من الجميع بأنه لاعب مؤثر وهذا ما بدأنا نسمعه أخيراً سواء من كرويف أو جوارديولا أو بيليه .
وحتى تتضح الصورة أكثر ما الذي استفاده البرسا من اندفاع بويول و التحاماته البدنية القوية مع ليون علماً بأن النتيجة كانت تشير إلى تقدم برشلونة 5-2 و المبارة تلفظ أنفاسها الأخيرة
في قادم المواعيد إذا وجدتم ميسي مرتاحاً في دقائق المبارة أو يمرر سريعاً دون مراوغة فلا تطالبوه بأكثر من ذلك
فبالله عليكم هل من الأفضل أن نفوز على ملقة مثلاً 1-0 ويبقى ميسي و البقية لقادم المواعيد الكبيرة
أم نفوز 10-0 و يخرج ميسي أو أنيستا أو تشافي أو ....مصاباً
شكراً ريكارد على تقديم ميسي
شكراً بيب على إنضاج ميسي
عالطاير : ( في مبارة ملقا ضاعت كرة في نهاية الشوط الأول قد تضيع من هنري أو إيتو أو أينستا أو بويان أو تشافي أو حتى إبراهيموفتش و كريستانو رونالدو و باتو و كاكا و الجميع لكنها لا تضيع من ساحر الكرة ميسي حتى أن بيب فغر فاه استغراباً و استعجاباً ومع ذلك ضاعت و هذا من استيلاء النقص على البشر